ان الصراع بین القدیم و المحدث فی الشعر قدیم عند العرب بدأ منذ العهد الاموی و اشتد فی العصر العباسی ، وتمثل حدیثاً فی المصراع حول التراث و الحداثة و بالتالی قضیة التوصیل فی الادب العرب و بخاصة الشعر.
و الحقیقة أنه لا یمکن الفصل بین التراث و الحداثة أو القدیم و الجدید فلاید للادیب فی تجدیده أن یعود الی ثقافه و ماضیه ، و الشعراء الذین نادوا فی أول عهدهم بالانقطاع عن الماضی عادوا مرة أخری و اعترفوا بأن الشاعر و الادیب ابن ماضیه و حاضره.
و قضیة التوصیل کانت قدیمة أیضاً و قد رأینا اللغة العربیة تبلغ حداً عالیاً من القدرة علی التوصیل فی العصور الاسلامیة المزدهرة و الیوم و قد انحسرت هذه اللغة عن کثیر من بلاد الاسلام ، علی العرب أن یعلموا علی التجدید فی عمق اللغة و المعانی و ان یهتموا بالمضون کاهتمامهم بالسکل لتکون اللغة العربیة قادرة علی التوصیل .