بعد أن فُتحت أبواب الأندلس على ید المسلمین، تطورت الأندلس فی الأدب وفی کثیر من الآفاق. وهذا یعود إلى اختلاط الأقوام المختلفة مع ثقافاتهم وآدابهم والطبیعة الفاتنة والأغنیة السائدة فیها، أیضأ. وعندما دخل زریاب ـــ العالم الشرقی للموسیقى? والغناء ـــ الأندلس، کانت الأغنیة الأندلسیة فی أشعار "بروانس" و"جولفکر" و"التروبادور" والیهود المذهبیّة والنساء الجلیقیة، موجودة. یعتقد الباحثون بأنه لم یقتصر أثر زریاب على? إدخاله الموسیقى? والغناء العربی الشرقی إلى الأندلس، بل کان له تأثیر کبیر على? العادات الاجتماعیة فیها ـــ إمّا فی البلاط وإمّا فی المجتمع آنذاک ـــ کما أنّه أوصل الحلقة المفقودة التی کانت لا یعرفها شعراء الأندلس، فی إبداع أشعارهم الغنائیة کالموشح. هجرته الخاصة للأندلس واختراعاته الفنیة فی الموسیقى? خاصة فی عزف العود والتغییرات الطارئة على ذلک وإدخال الآداب الخاصة فی المأکولات والمجالسات هی من أهم المواضیع التی جاءت فی هذا المقال.