تستهدف الوجودیة، الإنسان وأصالته مؤکِّدةً سابقَةَ وجود الإنسان على ماهیته وتجعله مرکزَ عنایتها. أسَّسَها کیرکغور، ومِن روّادها نیتشه، مارتین هایدجر، جان بول سارتر و... وأثَّرَتْ على الآداب العالَمیة، خاصةً على الأدب العربی المعاصر وأدباء وشعرائه. صلاح عبدالصبور، الشاعر المصری الحدیث، واحدٌ من الشعراء المُتَأثّرین بها. یرى عبدالصبور أنَّ الوجود هو المعطى الأولُ من جانب الله تعالى للبشریة، مُشیراً إلى اهتمام الإنسان بذاته اهتماما کبیرا. تتناول هذه المقالة الإجابة عن سؤال هام هو: کیف تتجلى الوجودیة فی شعر صلاح عبدالصبور؟ وتشتمل على هذه المسائل: الإنسان، الحریة، المسؤولیة والحزن، مستهدفةً ـــ بالمنهج التحلیلی ـــ دراسةَ الإنسان ومحوریتَه فی هذا الکون وترمز إلى الحریةِ الوجودیةِ الناتجةِ عن وعی الإنسان، وتَدرُسُ التزامَ عبدالصبور بالإنسان ومشاکله الکثیرة فی المجتمع؛ فی النّهایة تُومئُ إلى حزنه الإصلاحی الذی یُحَرِّض الناسَ على المقاومة ضد الظلم.