دراسة ملحمة «على بساط الریح» الرائعة

نوع المستند : پژوهشی

المؤلف

أستاذة مشارک، قسم اللغة العربیة وآدابها بجامعة أراک

المستخلص

الملحمة فن لم یتحدّث العرب القدامى عنه ولم یعرفوا قواعده وأصوله ولم یعطوا وجوده وعیاً صحیحاً، فلذلک یخلو الأدب العربی القدیم من الروائع الملحمیة البارزة، بما فی الکلمة من المعنى العلمی الدقیق؛ بل هناک ما یضاهی الملاحم، والتی یمکن العثور علیها فی العصور القدیمة للأدب العربی. أما فی الأدب الحدیث، فنجد شعراء بارزین أنشدوا ملاحم تاریخیة على منهج قدیم، کأحمد شوقی وبولس سلامه وعمر أبو ریشة ولکنّ ملاحمهم لم تتمتّع من الخیال المُجنّح وهو ما نراه فقط فی ملحمة «على بساط الریح» للشاعر الشهیر اللبنانی فوزی المعلوف الّذی برز حقاً فی هذا المیدان، فهو فی ملحمته قد أجاد فی الاستفادة من الخیال المجنّح والابتکاری الذی یُبدع صوراً ترکیبیة لا وجود لها فی عالم الواقع، وإن کانت ممکنة الوجود. إنه سار فی ملحمته على نظام الملاحم الحدیثة الّتی شاعت فی أوربة مع «فیکتور هوغو» و«ملتون» وغیرهما، وتراءت فی شعره فلسفة أبی العلاءِ المعری ونظریات دانتی.
 فوزی المعلوف شاعر مجدّد وخصب الخیال ولکنه شاعر الألم والتشاؤم والکآبة والذی ینطلق من داءه العضال فی حقبة من الزمن والذی أدّى إلى موته فی ریعان شبابه. هذه الملحمة رحلة خیالیة تنطوی على فلسفة خاصّة فی الحیاة وتمجّد الصّفات الإنسانیة. فی هذه الملحمة تتجلى الروح الشرقیة والرومانسیة. إنّ الشاعر فی ملحمته هذه یبیّن لنا أنّ الإنسان لم یستثمر الاختراعات القیّمة الّتی أبدعها العباقرة لإحیاء البشریّة، بل توسّل بها لیقتل الشعوب بید آمنة؛ وفی الواقع أنّ هذه الملحمة ثورة على التطور المادی الذی لا یؤدّی إلى سعادة الإنسانیة.

الكلمات الرئيسية