قد أُهملت حقوقُ المرأة فی بعض المجتمعات الشرقیة حیث کانت نفسها تابعةً لکلّ ما یُقدّر لها إلی أن بادرت ببعض الحرکات التحریریة فی الأدب و قدّمت احتجاجاتها فیه لکی تفتح طریقاً للوصول إلی آمالها.
فتعتبر الأدیبة الشاعرة الإیرانیة فروغ فرخزاد الصوت الأول الأنثوِی فی بلادها، کذلک لم یکن شأن نظیرتها السوریة؛ غادة السمان بأقلّ منها، حیث کانتا معروفتین بآرائهما النسائیة و قیامهما بالدفاع عن حقوق المرأة فی ظلّ مجتمعهما الذکوری علی شکل تعابیر صریحة عن أحاسیسهما و علاقاتهما فی أشعارهما. فتکون أشعارهما مرآة صادقةً عن حیاتهما الإجتماعیة، إذ تصوِّر استعباد المرأة من قبل المجتمع، و عدم تواجدها البنّاءة فیه، کما ترسم صورة نقدیة عن حیاة المرأة الساذجة و البسیطة و تمسّکها بالأفکار الخرافیة و بعدها عن الأحداث الرئیسیة. یسعی هذا المقال الکشف عن إتّجاه الشاعرتین نحو الآراء الغربیة فی احتفاظهما عن حقوق المرأة کما تتّضح فیه آرائهما بالمرأة من وراء الرموز التی استخدمتا عنها.