إنَّ التصویر الأدبی یعدّ من القیم الهامة والأساسیة فی الأعمال الأدبیة؛ لأنَّه هو الأداة المفضلة فی إظهار التجارب الشعوریة بما یحوی من أفکار وخواطر ومشاعر وأحاسیس. تتکوَّن عناصرُ التصویر الأدبی من الدلالة المعنویة للألفاظ والعبارات ومؤثرات أخرى یکمل بها الأداء الفنی وهی: الإیقاع الموسیقی والتخییل الحسی والصناعات البلاغیة والکلمات والعبارات والظلال التی یشعّها التعبیر... .
تتناول هذه المقالة من خلال المنهج الوصفی- التحلیلی التصویر الأدبی فی خطبة «الأشباح» من حیث النظر والتطبیق. لقد عبَّر الإمام 7 فی هذه الخطبة بالأسلوب الأدبی والتصویری عن المعانی الغامضة السمائیة فی وصف قدرة الله تعالی وکیفیة خلق السماوات والأرض وصفة الملائکة ... إنَّ المعنى الذی أوحى به التصویر الفنی فی خطبة «الأشباح» بعنصر الخیال والإیقاع الموسیقی وبوسائلها البلاغیة الأخرى ــ کالاستعارة والتشبیه والکنایة ــ یومئ إلى تصویر یقوّی المعنى ویجلى الصورة التی هی مدار الحسن. فإنَّ التعبیر المجرد، لا یحدث فی النفس ما أحدثه التصویر الفنی من تأثیر فی هذه الخطبة؛ لأنَّه قد أحدث فی المتلقی شوقاً لإدراک الخطبة ودَفَعَه إلى إعمال الفکر وبذل الجهد لمعرفتها.