الإیجاز على ضربین: قصر وحذف. ولکلا الضربین منزلة عالیة من اللغة وأثر فی العربیة عظیم. أمّا الحذف یکون بالاستغناء عن شیء من اللفظ إما جملة أو أقلّ منها أو أکثر من جملة، ویکون ترک هذا المحذوف وطرحه أحمد من ذکره. یرتبط الحذف ارتباطًا وثیقًا بمعنى القول ودلالته وقدرته على التأثیر. یشترک الحذف بین النحو والبلاغة وقد اهتمّ بها النحاة والبلاغیون من جوانب عدیدة منها: الفوائد والأسالیب والأدلة والشروط والأقسام. فنستنتج عن طریق معالجة الآراء المختلفه: - من دواعی الحذف الاختصار وتسهیل الحفظ وتقریب الفهم وضیق المقام وإخفاء الأمر على غیر السامع والضجر والسآمة وتحصیل المعنى الکثیر باللفظ الیسیر. - یستحسن الحذف فی الاستعطاف وشکوى الحال والاعتذار والتعزیة. - لا یوجد فی النحو غالباً باباً مستقلاً للحذف مع استعمالاته الکثیرة کالمبتدأ والخبر وحذف المفعول والفاعل وغیرهم. - البلاغیون ینظرون إلى علّة الحذف والنکتة فیه ویدخلون فیه بالتفصیل ویدلون به جمال القرآن وآیاته. - یختلف الحذف عن الإضمار والاقتصار والاختصار اختلافاً. هذا ما یُذکر مَزِیَّةً عامَّةً للحذف، ویبقى وراء کلِّ تعبیر سرٌّ خاصٌّ به قائم على اختلاف المقامات والأحوال والأغراض.