تسعى الأسلوبیة (stylistics) إلى دراسة الهیکل البنائی للشعر وتحلیل أنساقه التی تکشف عن تنظیمه وفقاً للمستویات الصوتیة والترکیبیة والدلالیة فتؤدی إلى التمیز بین آثار الأدباء عامة والشعراء خاصة. وکان هارون هاشم رشید من شعراء الحداثة الذین کان لهم دور ریادیّ فی حرکة تجدید الشعر العربی المعاصر وهو من أهم شعراء المقاومة الفلسطینیة فی الخمسینیات؛ یمتاز شعره بروح التمرّد والثورة ویعبّر عن أفکاره ومشاعره؛ فوقف تارة على رؤوس أصابعه حزناً على فلسطین وقضیة شعبه ومعالجة آلام الوطن وتارة قلبه لا یتوقف غضباً وتارة أخرى یرجو إلى المستقبل المزدهر والنصرة للوطن لإنتباه الشعب الفلسطینی. استهدف هذا البحث دراسة الظواهر الأسلوبیة البارزة فی قصیدته المسمّاة بـ«وردة على جبین القدس» للوصول إلى تجلیة القصیدة بکل دلالاتها وجمالیاتها وصورها وأسالیبها الفنیة والتقنیة والبنائیة وکل ذلک فی ضوء المنهج الوصفی-التحلیلی. ومن هنا یأتی إختیارنا للمنهج الأسلوبی وسیلة نستطیع من خلالها النفاذ إلى عمق القصیدة بما یحمله هذا المنهج من إمکانیات دراسیة تحلیلیة عمیقة، نستطیع من خلالها أن نرصد الجوانب اللغویة والجمالیات الأدبیة والنقد إلى تجلیة القصیدة بکل دلالاتها وجمالیاتها وصورها وأسالیبها الفنیة والتقنیة والبنائیة، لإظهار الفکرة أو جمالیة التعبیر فیها. هذا ومن خلال دراستنا نلحظ إنسجام الظواهر الأسلوبیه الممیزه لشعره مع شخصیته الواقعیه فیرینا الشاعر نفسه بکل صدق.