«معاهدة سیناء» قصة قصیرة للکاتب المصری یوسف ادریس (1927-1991م)، توافق أحداثُها نشوب الحرب الباردة بین السوفیتیة والأمبریالیة. جعل هذا المناخ السیاسی الساخن من القصة تطبع بطابع المذهب الواقعی فی الأدب. أمّا «معاهدة سیناء» فیجری فیها النزاع السیاسی بین الروسی (ماشنسکی) والأمریکی (ولیم) فی معسکر واقع فی سیناء مصر بشأن ترکیب قطعة الغیار الأمریکیة على المکنة الرّوسیة العاطلة، غیر أنّ الخلاف یحسمه مصری اسمه محییالدین بتشغیل المکنة بترکیب القطعة أمام حیرة طرفی النزاع. لذلک تهدف المقالة إلى دراسة ملامح النزاع السیاسی بین ملمح المشادّات الکلامیة وبین التصرفات اللاأخلاقیة التی یقوم بها الطرفان، وإلى أشکال النزاع، والتی یمکن تقسیمها إلى المعارک، والمناظرات، والمباریات. وهذه الأخیرة تنقسم أیضاً إلى المباراة الصفریة والمباراة اللاصفریة. والنتیجة أنّ المشادّة الکلامیة یلجأ لها الطرفان عندما یعجزان عن حسم الخلاف وذلک لصلفیة الرّوسی؛ وأنّه یأتی النزاع على أشکال المعارک للانفصال الدائم بین مواقف ماشنسکی وولیم، وعلى المناظرات فی لحظات عابرة لاقتراب الآراء دون أن تدوم حالة الاقتراب، وعلى المباریات الصفریة (ربح واحد وخسارة آخر) واللاصفریة (ربح أو خسارة لطرفین معاً) على الدوام. وأنّ المکاسب فی المباراة لاتلفت النظر لأنّ القارئ لایرى مکسباً غالیاً لصالح واحد دون آخر، بشکل ملموس. إذ أنّ المکسب الواقعی هو حلیف المصری محیی الدین، عندما یتمکّن من تشغیل المکنة فی حیرة الطرفین ومن معهما من العمّال بتصرفه الجریء المباغت. إذن، فإنّ المباراة انتهت إلى خسارة الرّوسیّ والأمریکیّ معاً، وإنّ الرابح الوحید هو محییالدین المصری المبتور البنصر. وتمّ تحلیل الموضوعات فی المقالة اعتماداً على المنهج الوصفی التحلیلی.