إن التشابیه من أبلغ أسالیب البیان وفنونه وأحسن طرق التصویر ودراسة التشابیه من الناحیة الموسیقیة ودلالتها تکشف لنا أن جمالیتها لا تنحصر فی الجوانب البلاغیة والبیانیة، وبما أن أمیر المؤمنین 7 قد أکثر من استخدام التشابیه فی نهج البلاغة بحیث یوجد حوالی أربعمئة وعشرین تشبیهاً فی خطب هذا الکتاب القیم وکلها فی غایة البلاغة والجمال، نحن تناولنا فی هذا المقال، الموسیقى الداخلیة والدلالات الناجمة عنها فی تشابیه الخطب والمنهج المتبع فیه توصیفی- تحلیلی. یمکن أن نقول إن جمالیة تشابیه خطب نهج البلاغة تعتمد على عناصر ثلاثة: الصور الجمیلة والمضامین العالیة التربویة والموسیقى الداخلیة التی تتولد بفضل انسجام الحروف والکلمات والجمل. من النتائج التی توصلت إلیها هذه الدراسة أن الموسیقى الداخلیة فی تشابیه الخطب تتمثل فی التکرار بأنماطه المختلفة من تکرار الحرف وتکرار اللفظ وتکرار الترکیب النحوی والسجع والموازنة والتضاد والمقابلة والجناس بأنواعه المختلفة إلا أن الإمام 7 یمیل إلى استخدام جناس الاشتقاق خاصة فی التشبیهات التی وردت فی صورة المصدر المبین للنوع وهذا الضرب یستوعب حوالی مئة تشبیه فی الخطب. ویأتی کل هذه التقنیات بشکل عفوی وتکمن فیها الطاقات الدلالیة ترمی من ورائها تحقیق أهداف الإمام 7 والکشف عن حالته النفسیة ونقطة الارتکاز فی نشر عواطفه وتأکید فکرة محددة. وهذه الدلالات لها أهمیة بارزة فی تماسک بنیة التشابیه.