یحتوی کل عمل سردی على الزمن لکن هناک فرق کبیر بین المؤشرات الزمنیة التی تستخدمها کل روایة. وقد اهتم الباحثون بدراسة الزمن فی الدراسات السردیة الحدیثة قصداً إلى الحصول على المعانی الخفیة فی ما وراء توظیف هذه المؤشرات. والزمن یحتوی على التقنیات والأسالیب المختلفة التی یستخدمها الراوی فی سبیل تکوین القصّ وسرده للرّوایة. إنّ الهدف الرئیس لهذه الدراسة هو الکشف عن دلالات الزمن وجمالیاته ومؤشراته فی النص الروائی المدروس. فلقد کان نجیب محفوظ من الروائیین الکلاسیکیین الذین اهتموا بالمبنى الحکائی لکنه تناول فی روایته "عبث الأقدار" شکلاً خاصاً للزمن. وقد درسنا فی هذه المقالة المؤشّرات الزّمنیّة الثلاثة: الترتیب والمدّة والتّواتر؛ ففی التّرتیب تحدّثنا عن الزّمن الطبیعیّ والتصنّعیّ، وتقنّیتی الاسترجاع والاستباق. کما درسنا فی المدّة أربع حالات زمنیّة: القفز والاستراحة والمشهد والإیجاز. وتحدّثنا فی التّواتر عن الحالات المختلفة الأربعة فیها. وقد کان المنهج المستخدم فی هذه الدراسة هو المنهج الوصفی التحلیلی. وقد توصّلت الدراسة إلى أنّ روایة "عبث الأقدار" هی روایة تاریخیة إبداعیة حدیثة اجتمعت فیها حالتان من الزمن: الحالة الطبیعیة أو التقویمیة والحالة التصنّعیة والتلاعبیة، والروائی قام فیها بترتیب الزمن التقویمی حسب نظریة جینیت، لکنّه لم یغفل عن توظیف بعض التلاعبات الزمنیّة ذات الوظائف المتعدّدة المتناسبة مع حیّز الروایة التی أشار إلیها جینیت فی نظریته.