التوازن الإیقاعی یحدث من خلال التماثلات الصوتیة سواء أکانت هذه التماثلات على المستوى الصوتی أم على مستوى الألفاظ امتداداً إلى الجملة والترکیب، وینشئ العلاقة الوطیدة بین النص ومتلقیه، کما یکشف أهم المشاعر الوجدانیة من خلال التشاکلات الصوتیة واللفظیة. استهدف هذا البحث دراسة أثر التکرار فی التوازن الأیقاعی فی مجموعة شعریة ــ الانتفاضیات ــ لأیمن اللبدی، الشاعر الفلسطینی المعاصر، وذلک فی ضوء المنهج الصوتی إضافة إلى الجوانب المکنونة الإیحائیة التی انبثقت من تجاور الأصوات والألفاظ وما فیها من أثر فی خلق التشاکل بین النص والمبدع. ودیوان الانتفاضیات یشع بالإیحاءات والمعانی مختلفة، یمکننا کشف الستار عما وراء الأصوات والعبارات من خلال التحلیل التطبیقی بین المشاعر الوجدانیة والتوازن الإیقاعی. یلاحظ من خلال دیوان الشاعر أنه یستخدم الأصوات والکلمات استخداماً تقوم على أساس تحقق الإیقاع المتوازن مع جو الدیوان ومفاهیمه، أضف إلى ذلک أن الشاعر یمتد دائرة التکرار إلى العبارات الممزوجة بالإیقاع والتوازن لبث ما فی النفس من الدفقات العاطفیة المثیرة للنشوة هکذا ستکشف فی نهایة المطاف أنه قد یأتی بالإیقاع العذب فی مجال الارتیاح والهدؤ، فی حین قد یأتی فی مجال الفظائع والمصائب بالموسیقى الحزینة المعبرة عن الکوارث والمصائب.