الأسلوبیة مصطلح حدیث یدرس أسلوب الکتّاب والشعراء ویمیّز الکلام الفنّی من العادی وقد لفت هذا المصطلح انتباه النقّاد وقاموا بدراسة آثار الشعراء والکتّاب حتّى یکشفوا الجمال الکامن وراء الکلمات وفحص الوسائل التعبیریة والإیحائیة التی یبتکرها الأدیب. هذا البحث دراسة أسلوبیة فی قصیدة "نهجالبردة" التی ترکز على مدح النبیّ(ص) للشاعر هاشم الرفاعی؛ القصیدة التی نهج فیها منهج البوصیری فی بردته وتحدّث فیها عن معجزات النبیّ(ص) والوقائع التاریخیّة الّتی حدثت فی عهد النبوّة. هذة الدراسة من خلال المنهج الوصفی-التحلیلی تحاول أن تقدّم دراسة أسلوبیة فی قصیدة "نهجالبردة" فی المستوى الصوتی والترکیبی والبلاغی لتبیّن جمالیّة الصوت، والإیقاع، والجمل، والصور البیانیة الّتی اعتمد علیها الشاعر فی قصیدته. لقد ظهر من خلال هذه الدراسة أنّ الموسیقى الداخلیّة تتجلّى فی الأصوات المجهورة والشدیدة، لتثیر عاطفة الإجلال وترفد النص بامتداد صوتی یناسب غرض القصیدة أی المدح. وعلى المستوى الترکیبی فقد تبیّن لنا غلبة الجمل الفعلیة على الأسمیة للدلالة على تمتع النبی بالفضائل، وبغیة تعظیم مکانة النبی رکز الشاعر على أسلوب النداء الذی یقرّب المنادی للنفوس. أمّا على المستوى البلاغی فقد حشد الشاعر مجموعة من الأسالیب البلاغیة- الدلالیة کی یتمکن من وصف النبی (ص) وتقریب صورته للمتلقی بغیة التفاعل مع الحالة الوجدانیة التی تعتری الشاعر.