یُعدّ الاتساق من الأمور الأساسیة والمهمة فی انتقال المفهوم إلى المتلقی والاتساق المعجمی الذی یتجلی فیه التکرار والتضام بأنواعهما المترادفة والمتضادة وبأشکالهما الشکلیة والمضمونیة یلعب دورا هاما فی هذا المضمار. کما أن استمراریة النص تتحقق بالترابط المنطقی بین أجزاء الکلام خاصة بین الکلمات فی تراکیب الجمل أو العبارات. التکرار والتضام یحفظان العلاقات القائمة المتنوعة بین الألفاظ فی اللغة. کتب الإمام علی 7 هذه الرسالة حینما ولى مالک الأشتر على مصر وأعمالها وهی أطول رسالة وأجمعها للمسائل الإجتماعیة والسیاسیة وتحتوی على مواضیع مختلفة منها: ضرروة بناء الذات وأخلاق القیادة والتجنب من الخصائص السیئة ولزوم العدالة والعمران والتحذر من الأنانیة والمن و... إن التعرف على التماسک النصی فی هذه الرسالة الحکومیة والبحث عن المحاور اللغویة الأصلیة منها والفرعیة فی التحلیل المعجمی یبین الترکیز الأساسی فی تنظیم أمور البلاد وإمعان النظر فی الأولویات الإجرائیة کدستور حکومی. الإمام بالتکرار والتضام قام بعرض أولویات حکومة صالحة فبالتکرارات یؤکد على هذه الأولویات ومن أهمها العنایة بنظارة الله وحفظ النفس بالتقوى والمحافظة علیها والحیلولة دون طغیانها فمراعاة الرعیة ثم التأکید على الحق وحسن السلوک .وبالتضام یشیر إلى بعض الأوامر والنواهی فی الله والرعیة حیث یرسم بهاالخطوط الحمراء للوالی وکیفیة تصرفاته للجذب والدفع أو الإنضمام والإنفصال ویعطی المعیاریة فی العمل کما ینبه الوالی إلى الأخذ بآراء الناس والتوجه إلى کیفیة حکمهم علیه والتکرار والترادف والتضاد من الآلیات الموثرة فی تبیین قصد الامام وتثبیت اولویاته للولاة. یتبع المقال المنهج الوصفی- التحلیلی فی رسالة الإمام علی 7 ویتمتع فی جمع البیانات من المنهج المکتبی.